اعرف


➖ في التقرير التالي، نشرح بشكل مبسط كيفية وأسباب حدوث الزلازل، وما إن كان يمكن التنبؤ بها من عدمه، ووضع النشاط الزلزالي في مصر.


مصر ليست نشطة زلزاليًا | كيف تحدث الزلازل؟.. وهل يمكن التنبؤ بها؟

May. 14, 2025 - علوم
مصر ليست نشطة زلزاليًا | كيف تحدث الزلازل؟.. وهل يمكن التنبؤ بها؟
صورة أرشيفية لآثار زلزال ١٩٩٢
نتيجة التحري

📌 في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة، وعمق 76 كم، منطقة البحر المتوسط قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية. 

◾ رغم وقوعها على بعد 420 كم من أقرب مدينة مصرية، شعر بالهزة الأرضية سكان العديد من المحافظات في مصر، فيما لم تُسجل خسائر في الأرواح أو البنية التحتية، بحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. 

➖ في التقرير التالي، نشرح بشكل مبسط كيفية وأسباب حدوث الزلازل، وما إن كان يمكن التنبؤ بها من عدمه، ووضع النشاط الزلزالي في مصر. 

❓ كيف تحدث الزلازل؟

◾ كوكب الأرض هو عبارة عن 4 طبقات: القشرة، وأسفلها الوشاح، ثم اللب الخارجي، وأخيرًا اللب الداخلي (نواة الأرض).

◾ تشكل القشرة والجزء العلوي من الوشاح طبقة رقيقة تسمى طبقة "الليثوسفير Lithosphere" أو غلاف الأرض الصخري، وهي الطبقة التي تحدث فيها الزلازل لأنها دائمة الحركة بسبب طبقة الصخور المنصهرة التي تقع أسفلها.

◾ طبقة الليثوسفير ليست قطعة واحدة، فهي مكونة من عدة قطع مثل الأحجية Puzzle، وهم في حركة دائمة ولكنها حركة بطيئة جدًا. 

◾ تسمى قطع الأحجية "الصفائح التكتونية Tectonic plates"، وهناك صفائح رئيسية كبيرة وأخرى صغيرة، والصفائح الكبيرة هي قارات العالم.

◾ تتباين حركة الصفائح فقد يصطدمون ببعضهم، أو تنزلق واحدة بجانب الأخرى، أو تنزلق واحدة فوق الأخرى، أو قد يبتعدوا عن بعضهم، وحينها تتشكل على حدود الصفائح العديد من الصدوع، وتحدث معظم الزلازل حول العالم بسبب هذه الصدوع. 

◾ وتختلف قوة الزلازل، باختلاف شدة حركة الصفائح وقوتها، فإذا كانت الحركة ضعيفة، يكون الزلزال ضعيفًا ولا نشعر به، والعكس إذا كانت قوية، فإن الزلزال قد يمتد إلى عدة دول.

 

◾ في بعض الأحيان يكون للزلزال توابع هزات أرضية. هذه هي الزلازل الصغيرة التي تحدث في نفس مكان الزلزال الأكبر وتعتمد قوتها على حجم الصدمة الرئيسية، ويمكن أن تستمر هذه التوابع لأسابيع وشهور وحتى سنوات بعد الصدمة الرئيسية. 

❓ لماذا تهتز الأرض عند حدوث زلزال؟

◾ عندما تتحرك الصفائح يكون هناك قوتين، قوة الحركة نفسها وقوة الاحتكاك بين الصفائح، الاحتكاك بين الصفائح يعطل حركة الصفائح، وهذا ينتج عنه طاقة تظل مُخزنة فترات طويلة من الزمن إلى أن تتغلب قوة الصفائح المتحركة أخيرًا على احتكاك حواف الصفائح، فتتحرر كل الطاقة المخزنة.

◾ تشع الطاقة إلى الخارج من الصدع في جميع الاتجاهات على شكل موجات زلزالية مثل الموجات التي نراها عندما نلقي بحجر في بركة مياه، وتهز الموجات الزلزالية الأرض وهي تتحرك من خلالها، وعندما تصل الأمواج إلى سطح الأرض فإنها تهز الأرض وأي شيء عليها؛  نحن والمنشآت. 

❓ هل مصر دولة نشطة زلزاليًا؟

◾ بشكل عام، تقع مصر خارج أحزمة الزلازل، إلا أنها معرضة من وقت لآخر لبعض الزلازل متوسطة القوى، خاصة الزلازل التي يقع مركزها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، والتي تعتبر من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا، ويتسم النشاط الزلزالي فيها بالتكرارية المتزايدة، بحسب الدليل الاسترشادي لمواجهة مخاطر الزلازل الصادر عن رئاسة الوزراء المصرية. 

◾ آخر زلزال قوي شعر به سكان مصر وأدى إلى وقوع خسائر بشرية، هو زلزال 1992 وكان بقوة 5.8 درجة، وخلف 370 قتيلًا وأكثر من 3 آلاف مصاب، بحسب البيانات الحكومية.

◾ هناك زلزال وقع عام 1995 بقوة 7.2 درجة، مركزه خليج العقبة، وهز مصر والأردن وفلسطين والسعودية، وتسبب في تدمير جزئي لبعض أرصفة ميناء نويبع وبعض الفنادق والمباني والطرق.

◾ منذ ذلك الحين، لا توجد زلازل قوية حدثت في مصر.

◾ وأكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي  للبحوث  الفلكية والجيوفيزيقية، أن أن المسافة بين مركز الزلزال الذي وقع جنوب كريت وأقرب مدينة مصرية تبلغ نحو 420 كيلومترًا، وهي مسافة آمنة لا تستدعي القلق.

◾ وقال "الهادي"، في تصريحات صحفية، إن شعور المواطنين بالهزة في القاهرة ناتج عن طبيعة التربة الطينية الهشة، التي تأثرت بعمق الزلزال رغم بُعد مركزه، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يوجد أي تأثير سلبي على البنية التحتية، وأنه لا توجد مخاوف من توابع الزلزال. 

❓ هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

◾ لا يمكن التنبؤ الدقيق بموقع وتوقيت وحجم الزلازل، لكن ما يمكن حسابه هو احتمالية وقوع زلزال كبير في منطقة معينة خلال عدد معين من السنوات، بحسب تأكيدات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية "USGS"، والمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل "EMSC".

◾ يقوم العلماء بتحليل المعطيات المستقاة من أجهزة رصد الزلازل وحركة باطن الأرض وتاريخ النشاط الزلزالي، وبناء عليه يرجحون حدوث زلازل في منطقة ما خلال فترة معينة، لكن تحديد مركز الزلزال وتوقيته وحجمه بدقة ما زال أمرًا غير ممكن.

آخر التحقيقات